العواصف التي اجتاحت الداعية المصري الشهير، عمرو خالد، بعد إعلانه الترويجي عن سلعة، لم تكن العاصفة الأولى، إذ سبقتها رياح مماثلة تعرض لها مع آخرين يطلق عليهم المصريون «الدعاة الفضائيين»، في إشارة إلى «الإستايل» الجديد لدعاة الألفية الذين تخلوا عن المظهر الكلاسيكي لرجل الدين. فقد اختار عمرو خالد وجيله من الدعاة «المودرن» البدلة الزاهية، وربطة العنق.. وأحياناً الجينز، و «التيشيرت»، والوردة الحمراء كما هي الحال مع الداعية التلفزيوني الظريف مبروك عطية. عمرو خالد الذي بدأ مسيرته الدعوية الفضائية في أوائل تسعينات القرن الماضي استطاع في وقت قصير فرض أسلوبه في الأداء، بجذب العيون قبل الآذان. وحفلت مسيرته بمجموعة من التناقضات كما يقول خصومه، لعل «أخطرها» ما قيل عن انتسابه إلى «الإخوان» في سنوات دراسته الجامعية. وتعرض عقب الثورة المصرية لاجتياح كاسح من الصحافة المصرية، بعد ساعات من حملة أطلقها بعنوان «أخلاقنا» استهدفت إعادة المصريين لقيم الخمسينات. ولم تقم لحملته قائمة. وانتهت «حقبة أخلاقنا» إلى حملة «دجاجنا» التي أشعلت فكاهة المصريين. ولخصها أحد «ظرفاء فيسبوك» بكلمتين: للصائم فرختان! ما دعا الداعية إلى التراجع والاعتذار عن هفوته الإعلانية التي وضعته ورفاقه من الدعاة «الإستايل» على المحك. هفوة عمرو أعادت الثقة والغلبة للدعاة التقليديين الذين نأوا بأنفسهم عن الترويج للسلع الاستهلاكية واكتفوا بالدعوة إلى سلعة لا تبور.